عبد الهادي محفوظ..التضامن اللبناني مع النازحين: موقف وطني

١ نوفمبر ٢٠٢٤
إن الأزمة الأبرز الناتجة عن الحرب الإسرائيلية على لبنان هي أزمة النازحين، حيث يستهدف العدو الإسرائيلي البيئة الاجتماعية اللبنانية بهدف تفكيكها وفتح المجال للفتنة الطائفية. إلا أن التضامن اللبناني مع النازحين جاء أقوى من الحسابات الإسرائيلية، فقد تضامنت البلديات، والكنائس، وجمعيات كاريتاس، والصليب الأحمر، والجمعيات الأهلية، بالإضافة إلى البلدات والقرى كافة.
أسهم الإعلام، وخاصة المواقع الإلكترونية وتجمع ’’إعلاميون معا ‘‘ في طرابلس واللقاء الوطني الإعلامي، في خلق شبكة أمان للنازحين. وهنا، أتوجه بالشكر لكل من ساهم في مساعدة النازحين، وبالأخص المطران الماروني حنا رحمة، ورئيس اتحاد بلديات دير الأحمر جان فخري، ونائب بعلبك الهرمل أنطوان حبشي، والبلدات المسيحية في البقاع الشمالي، وبلدة عرسال، وجرود عكار. كما أشكر قائمقام جبيل ورئيسة بلديتها السيدة ناتالي مرعي على فتح المدارس والبيوت للنازحين.
شعار التضامن اللبناني “هو خيار لا رهان” يعبر عن أهمية هذا الموقف، ولكن يبرز السؤال الأساسي: لماذا لا تصل المساعدات من المواد التموينية والغذائية والأغطية والأدوية إلى العديد من أماكن الإيواء، رغم تدفق المساعدات من الدول المانحة، وخاصة من المملكة العربية السعودية بقرار من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؟ كما أن التقارب الحالي بين المملكة العربية السعودية وإيران قد ينعكس إيجاباً على الوضع في لبنان.
يتساءل البعض عن مصير المساعدات، مثل الطحين العراقي الذي أُرسل للنازحين وانتهى في السوبرماركت، إلى جانب العديد من المواد التموينية والدوائية. هذه الظاهرة تدعو للحاجة إلى رقابة صارمة على الجهات المسؤولة عن الإغاثة، كما يُطلب من البلديات والشخصيات الموثوقة في المناطق متابعة عمليات الإغاثة والتموين.
يثمن المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، بالتعاون مع المواقع الإلكترونية، الجهود المبذولة من الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي لوقف إطلاق النار بما يحفظ السيادة اللبنانية بعيداً عن أي شروط إسرائيلية. ونتوجه بالشكر للمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية لدورها البارز في حماية الوحدة الوطنية والتضامن اللبناني.
في الختام، أشكر المواقع الإلكترونية على تعاونها مع المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، مع الإشارة إلى اضطرار المجلس لسحب العلم والخبر من بعض المواقع التي نشرت الشائعات أو روجت للأخبار الكاذبة أو استجابت للسردية الإسرائيلية بشأن الحرب.
عبد الهادي محفوظ
رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع
